أحببت أن يشاركني القراء الصدمة القاسية التي تلقيتها من جامعة الإمام وهي الصدمة التي كادت تفقدني الثقة في كل شي ، لأنني كنت أحسبها من جامعات خير القرون ، ولكن للأسف أيقنت أنها جامعة {أبوهم} مثلها مثل بعض الجامعات الأخرى، وإن ماجعلني أكتب مثل هذا المقال هو انتشار مقالات صحيحة المحتوى في ما يتعلق بمصداقية هذه الجامعة إدارياً ومالياً ، أعود إلى قصتي مع هذه الجامعة وسأذكر الأسماء والأحداث بالتفصيل للتخيلوا معي قوة الصدمة وحجم المعاناة التي تتسببت فيها هذه الجامعة للكثيرين ، ففي يوم من الأيام ذهبت إلى إحدى الأقسام الشرعية في الجامعة وسألت نائب رئيس القسم وهو رجل فاضل ويدعى الدكتور/ عثمان الحميضي وسألته عن إمكانية قبولي أستاذاً مساعداً في قسمهم فرحب بي وهلل وكبر وقال لي ممكن تباشر معانا من بداية الأسبوع القادم بعقد نظام الساعات حيث كان يضنني غير سعودي ، وحين علم أنني سعودي قال لي الأفضل ان تتقدم عن طريق إدارة الجامعة وهم سيعملون لك مقابلة وإذا اجتزتها ستحال إلينا ونحن نرحب بك لأننا في حاجة شديدة وبعض المواد في تخصصك يدرسها طلاب الدراسات العليا من غير السعوديين{تخيلوا} المهم: ذهبت إلى إدارة الجامعة وتقدمت بطلب مرفق به كل أوراقي اللازمة {من دون ملف علاقي} وكان استقبال سعادة الوكيل لي رائعاً ، ثم جلست في الرياض لقضاء بعض حوائجي ومن بعدها توجهت إلى الطائف ثم مكة ثم جدة للتقديم في جامعات تلك المناطق في مشوار واحد ودون توقف ، وحين دخلت مدينة جدة وبالضبط عند بوابة جامعة الملك عبد العزيز تلقيت اتصال يبدأ ب{01} طرت فرحاً وقلت جاء الفرج وإذا بالشخص من الطرف الآخر يحدثني من جامعة الإمام ويقول عندك مقابلة غداً صباحاً في مكتب وكيل الجامعة للدراسات العليا جهز نفسك {وكنت للتو وصلت من الرياض إلى جدة عن طريق البر} ثم قال :وإذا لم تستطع سنحدد لك موعداً لاحقاً ، فقلت له {كيف ما أستطيع إلا أستطيع ونص} وتحركت مباشرة إلى الرياض بسيارتي وفي منتصف طريق الهدا تعطلت سيارتي فلا تسأل عن الهم والحزن الذي ركبني حينها ، لأن موعد مقابلة العمر سيفوتني وأنا في {مقطعة} والوقت ضيق وبصعوبة بالغة تجاوزت هذه الأزمة وانتهيت من إصلاح سيارتي قرابة الحادية عشر ليلاً في الطائف ثم انطلقت مهرولاً إلى الرياض حيث المقابلة التي كنت أعول عليها كثيراً {واثق في الجامعة وواثق في نفسي} وصلت إلى الجامعة قبل الموعد بنصف ساعة وأنا تعلوني كل أنواع وعثاء السفر وكآبة المنظر دون سوء المنقلب {بإذن الله}ولكني كنت سعيداً لأنني تمكنت من الوصول في الوقت المناسب ، استقبلني موظف رائع وهو سكرتير اللجنة وأعتقد أن لقبه {الحرقان} وكان قمةً في دماثة الخلق وسعة الصدر ، دخلت إلى اللجنة وكانوا لجنة عليا من كبار رجالات الجامعة تعلوهم الهيبة والوقار وحسن الخلق ودار بيننا حوار لمدة ثلث ساعة في مواضيع شتى وكان حديثاً ودياً رائعاً لمست فيه هيبة العلماء ووقارهم وحسن خلقهم{ليسوا من المنطقة إياها} ، خرجت من المقابلة وأنا متفائل وتحركت باتجاه المدينة ، وفي اليوم التالي أفادني سكرتير اللجنة بأني اجتزت المقابلة بشكل ممتاز وقد أحيلت أوراقي إلى القسم {فبدأت أسأل عن سعر الأجارات في الرياض لأنني سأنتقل إلى هناك بحكم عملي الجديد} كم كنت طيباً و على نياتي ؟؟؟ وجلست انتظر الشهر الأول ثم الثاني ثم الثالث وأنا {أتقلب على نار هادئة} حتى كاد الناس يقولون جُنَّ الرجل ، بعدها قررت أن أتصل بالقسم وبعد أسبوع من المحاولات تمكنت من الوصول إلى رئيس القسم عبر تلفون مكتبه وهو الدكتور / شريف أبو بكر {سامحه الله} وقلت له يادكتور ... وأخبرته بقصتي فسألني: {بلهجة محلية بحتة يعرفها الجميع} من فضيلتكم؟؟؟ فقلت : له أنا الدكتور/حسن العجمي ، فقال : نعم نعم والله يادكتور لا توجد حاجة في القسم ، فصعقت ثم ذُهلت ثم قلت له: يادكتور نائبكم الدكتور / عثمان الحميضي أخبرني قبل ثلاثة أشهر فقط ، أنكم بأشد الحاجة وأن طلاب الدراسات العليا من غير سعوديين يدرسون في قسمكم ، فأجابني ولم يتلكأ : نعم نعم كان هناك عجز في القسم وتم تعويضه !!!!، فكدت أقول له مداعِباً ومُحْبَطاً {الحمدلله انحلت أزمتكم وريحتوني أنا والله بس كنت حاب أساعدكم} ، وأحسست حينها لو أنه حين سألني عن هويتي ، قلت له معك أبو سليمان من بريدة وضواحيها {وبنفس لهجته} لاختلف رده ، لأني عدت فسألت وتأكدت أنهم لم يعينوا أحداً جديداً وأن الطلاب غير السعوديين لا يزالون يدرسون في الكلية وان العجز والحاجة لايزالان في اشدهما فقلت{حسبنا الله ونعم الوكيل} ومن بعدها بدأت أسترجع الكلام اللذي كنت أسمعه وأرفضه بكل قوة وأدافع عن الجامعة بكل شراسة لأنني درست في هذه الجامعة ، ثم تذكرت كم جرجرت هذه الجامعة من مساكين غيري مثل طلاب دبلوم اللغة الانجليزية وكيف استغفلتهم هذه الجامعة ثم سحبت ما في جيوبهم وتنكرت لهم ، و بعد أن حكم القضاء على الجامعة بإعادة الرسوم الدراسية إلى الطلاب ، لم تنفذ هذه الجامعة الحكم الشرعي {وهي ذات الصفة الشرعية المعروفة بل وفيها يوجد معهد القضاء العالي}ولكنها رفضت تنفيذ الحكم الشرعي حتى تدخل {أحمر عين} وهو صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض وأمرهم بتنفيذ الحكم الشرعي فنفذوه وهم مايشوفون الدرب ، فقلت في نفسي ياليتهم يعلمون أن الخُلُق بلا دين أهمُ من دين بلا خُلُق ، ولا يقولن أحدكم أنني كتبت هذا المقال انتقاماً لنفسي ، فهذا غير صحيح لأن هذه القصة مضى عليها أكثر من ستة أشهر كتمت فيها غيضي وتجاوزت المسألة واعتبرت العيب فيني أنا ، ولكن لتواتر الشكاوى من هذه الجامعة وخروج بعض منسوبيها عن الصمت وتحدثهم عن سقَطَات هذه الجامعة وانحرافها عما أسست من اجله جعلني أدلي بدلوي وأوثق تجربتي الشخصية معهم ، {جعل الله ذلك في ميزان حسناتي} ، ولي تجربة مؤلمة أخرى مع جامعة القصيم المولودة حديثاً من رحم تلك العجوز الشمطاء ، وساذكر معاناتي مع جامعة القصيم حين يتبين لي أنني لست الضحية الوحيدة للفساد الإداري في هذه الجامعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق