من أجلك!!! بل لا يمكننا حتى أن نشجب ونستنكر احتجازك ، لأن ذلك قد يجلب علينا الكثير من المشاكل ، ولست وحدك في الأسر ، فالأسرى من امة محمد كثيييييييييييير، ونحن محتاجون إلى أمريكا كحاجة السوار إلى المعصم ، فآبائنا يُعالَجون عند جلاديك وأبنائنا يدرسون عند من ظلمك ، والخافي أعظم ، فلا تنتظر منا أن نضغط على أحد أو أن نساومه من أجلك أو من أجل أي مسلم (فتباً لنا سائر الدهر) ، لو كان اسمك ديفيد أو عازر أو شاليط أو كانت زوجتك اسمها لارا أو حتى ليفني ، والله يا حميدان ما كان أمسيت في السجن ليلة ، لكن مسلم واسمك حميدان بعد!!! ويش تبينا نسوي ؟؟؟ ، كل اللي نقدر عليه فِلم مدته خمس دقائق نناشد فيه الجلَّاد الأمريكي ان يعفو عنك ، إن نفع فالحمدلله وإلا فالله المستعان!!! ، أخي حميدان نحن العاطلون عن العمل في المملكة نتساءلون لماذا تود أن تخرج من السجن؟؟؟ لأننا نعتقد انك ستخرج من سجن أمريكا إلى سجن البطالة والتهميش ونعتقد انك حين تخرج من السجن ستصدم بواقعنا المؤلم حيث ستجد شوارعنا مكسرة ، ومستشفياتنا مستواها متدني ، ووزير الخدمة المدنية مكانه ، ووزير العمل لا يعمل ، وستجد شعباً متوتراً ومكتئباً ومديوناً ، فيهم اللي ما عنده بيت ، وفيهم اللي يبي أمر عشان يعالج بنته في التخصصي ، وفيهم اللي مو لاقي جامعة ، وفيهم اللي مو لاقي وظيفة ، وفيهم اللي نظام ساهر خرب بيته ، ويعتقدون انك ستصعق حين تجد اناساً يسرقون في وضح النهار ،كما أنهم يتوقعون أنك ستتألم حين تجد أناساً (دماغهم ضربت) وصارت تمشي في الشوارع على غير هدى بسبب القهر ، كما أنهم يعتقدون انك ستستاء جداً من انقطاع الماء وضعف الكهرباء وكثرة المشاجرات التي تستخدم فيها الهراوة والقضبان الحديدية والسلاح الأبيض ، كما أنهم يعتقدون انك ستغضب كثيراً حين تجد أن الأسعار قد حلَّقت في أفلاك عليا بينما لا يزال الدخل واطي ابن واطي ، ولا يفوتك الحيوانات ارتفعت أسعارها بشكل خرافي (وهي تستاهل) بينما الإنسان لا يزال رخيص بشكل محرج لنا نحن البشر ، لأن بعض الحيوانات وساستُها ممكن يقولون لك إذا قربت من حيواناتهم (لا تلمس هذا الحيوان لأنه أغلى منك بكثير) ، تخيَّل يا حميدان التركي الإنسان من خمسين سنة وهو سعره مائة ألف ريال ، ولا يزال في حدود هذا السعر ، ومرات كثيرة الإنسان ما يكلف عُشْر هذا المبلغ لو قُتِل في إحدى مستشفياتنا ، ومن المهازل اللي ممكن تشوفها لو طلعت من السجن مائة وثلاثة عشر ألف مواطن يتزاحمون ومعاهم الملفات الخضراء الكئيبة على ثلاثمائة وظيفة فقط ، (كل شي في البلد تغير يا حميدان إلا المسئولين والأجانب والمساعدات الخارجية مثل ما هم وصايرين أقوى) والله مرات نغبطك على اللي انت فيه لأنك على الأقل أجرك عند الله محسوب وعملك في الدعوة لن يضيع ، وتعاملك مع الله خيرٌ لك من تعاملك مع البشر ، ماذا تريد من بلد فيها كل تلك الأمراض الحسية وليس كل ما يعرف يقال ، وأحب أهمس في أذنك أخي حميدان : أحد المشاركين في الفيلم الذي أُنتج من أجلِك يقول إن جلاديك قومٌ عادلون!!! يعني ما حبسوك ظلم ولا قتلوا مليون عراقي ومليون أفغاني ومليون فلسطيني ظلم (خلينا ساكتين يا حميدان) يعني ما عندنا مصداقية وصرنا بياعين كلام ولا نحب أحد ينصحنا ومصرين نتمرغ في الوحل ونضحِّك علينا العالم لدرجة إن بعض الناس يقول عنك مجرم وتستاهل (تخيل!!!) تباً لهم إلى يوم الدين ، أخي حميدان الشعب السعودي المسلم كله معك و يتألَّم لألمك ويتطلع لفرجك ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل وأرجوك لا تحقد علينا ، ترى والله ما نقدر نسوي شيء فأرجوك لا تحرجنا وتقول واااامعتصماااااااااه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق