ويطل علينا الفساد الإداري مرة أخرى .. ولا أحد حولك .. يا جماعة .. 22 مليار لمنتزه.. ميزانية دول في أفريقيا .. وهذا مجرد مشروع واحد فقط ..
فرش الأرض بأمهات خمسمية!
إذا كان بينكم من يحمل في جيبه تلك الورقة السحرية التي تسمى خمسمئة ريال فليخرجها ثم يضعها على الطاولة ويقيسها بالمسطرة، أما إذا كنتم من النوع الذي يسمع بـ (الخمسمية) ولا يراها فبإمكانكم الدخول إلى موقع مؤسسة النقد كي تعرفوا أن مقاسها (166 ملم طول – 74 ملم عرض ). وبما أن مبلغ 22 مليارا الذي يعادل تكلفة إنشاء البنية التحتية لمنتزه وادي العسلاء شرق جدة يحتوي على 44 مليون ورقة نقدية من فئة خمسمائة ريال فإن هذه الكمية من الأوراق النقدية ستكون كافية جدا لفرش كامل مساحة المشروع بأوراق نقدية من فئة خمسمائة ريال بما في ذلك كلفة (الشطرطون) كي لا تطير المليارات حين تهب رياح الشتاء!. فوفقا لموقع أمانة جدة فإن كامل مساحة مشروع وادي العسلاء 120 كيلومترا مربعا تضم بحيرات وشلالات وقنوات مائية ومحطات معالجة وهذه مساحات سيتم استثناؤها من عملية فرش الأرض بفئة الخمسمئة ريال كي لا تتعرض المليارات للبلل!. كما أن المشروع سوف يحتوي على أسواق ومراكز ترفيهية ومجمعات تكنولوجية ووحدات سكنية وفنادق ومنتجعات ومناطق سفاري وحرم جامعي وستكون كلفة بناء هذه المنشآت خارج ميزانية الـ 22 مليارا التي سوف تخصص فقط لمشاريع البنية التحتية مثل أعمال التشجير والطرق وتمديدات الكهرباء والصرف الصحي، لذلك فإننا سوف نخصم 10 مليارات ريال (يا سلام على الخصم!) من ميزانية المشروع ونخصصها فقط للبنية التحتية المتعلقة بهذه المنشآت الترفيهية والتكنولوجية والسكنية وأظنها ستكون كافية لاستيراد أنابيب من الفضة وأسلاك من الذهب الخالص لإيصال الماء والكهرباء إلى هذه المنشآت، بل وسوف يبقى من المليارات العشرة مليارا ريال لأعمال الصيانة عند أفضل محل مجوهرات!. وهنا يتبقى معنا 12 مليار ريال لأغراض الزراعة والتشجير في المساحة المتبقية من المشروع، وبما أنه ستتم زراعة 160 ألف شجرة فسوف نفترض أن كل ورقة في الشجرة الواحدة هي عملة نقدية من فئة العشرة ريالات عوضا عن الأوراق الخضراء الطبيعية التي تتساقط في فصل الخريف، وبهذه الطريقة سوف تكون كلفة أوراق الشجرة الواحدة 10 آلاف ريال، وإذا أضفنا لهذه الفاتورة 400 مليون ريال قيمة جذوع الأشجار بواقع 2500 ريال لكل جذع شجرة فإن قيمة هذه الأشجار مجتمعة لن تتجاوز ملياري ريال، وهكذا يتبقى لدينا 10 مليارات من ميزانية البنية التحتيه!. هذه المليارات العشرة تحتوي على 20 مليون ورقة نقدية من فئة خمسمئة ريال يمكن لصقها ببعضها البعض لتغطية المساحات المتبقية من المشروع كي تكون بديلا للعشب الذي لم يعد يليق بمثل هذه المشاريع العملاقة!. ثمة احتمال قوي بأن تقول أمانة جدة بأنها لن تدفع 22 مليارا من جيبها بل سيدفعها المستثمرون .. وهنا نشير إلى أن تحالف الشركات الذي فاز برخصة الجوال الثالثة بعد واحدة من أقوى المنافسات في تاريخ الأسواق السعودية قدم عطاء بـ 22 مليار ريال!، فأين ستعثر أمانة جدة على تحالف مماثل يدفع 22 مليارا كي يبني منتزها سياحيا على أنقاض بحيرة الصرف الصحي خلال عامين فقط؟!
الفساد في السويد?????لاحظوا الفرق
يقول الخبر الذي شغل وسائل الإعلام في السويد مؤخراً إن عمدة مدينة استكهولم (وهي سيدة معروفة في بلادها وعضوة في البرلمان ورئيسة حزب) أحدثت فضيحة مدوية اتهمت فيها بالفساد الإداري وتهم أخرى شنيعة. حدث كل هذا حين أقدمت هذه السيدة على ملء خزان وقود سيارتها الخاصة واستقطعت الثمن من دفتر البطاقات الحكومية. وهنا تزلزل العالم من حولها وسألها الجميع بأي حق تفعلين هذا؟
لماذا تصرفت في ملكية عامة لشأن خاص؟
لماذا خانت الأمانة وهي حاكمة المدينة؟
ونشطت الصحافة والتلفزيونات والجمعيات المهتمة بمكافحة الفساد، وتناولت الفضيحة الكبرى والأضرار التي أحدثتها على سمعة الوطن. وقد حاولت العمدة الدفاع عن نفسها أمام المحكمة بالقول: إنها اضطرت لذلك لأنها كانت مستعجلة ولم تكن تحمل في جيبها النقود الكافية. فرد عليها القاضي مؤنباً: هذا لا يبرر فعلتك الشنعاء إذ كان بإمكانك أن تركني سيارتك وتصعدين بالقطار العام . وقد انتهت التحقيقات القانونية واستطلاعات الرأي العام إلى إدانة شديدة لتصرف العمدة التي اضطرت بالطبع إلى الاستقالة من منصبها كعمدة للمدينة فضلاً عن طردها من البرلمان، فجلست في بيتها.
• فمن أجل ثمن بسيط وتصرف شخصي اضطراري لم يشفع لها أحد في بلاد "الكفّار"
• ولم يدافع عنها واحد من "شللها" العديدة ذات النفوذ السياسي
• ولم يبادر حزبها ويلفلف القضية وفق نظرية ( عفا الله عما سلف !)
• ولم يحاول انصارها المناطحة والمكابرة واتهام الآخرين بأن هذه مؤآمرة ضدها
• ولم يدعي أحد أن المتهمة حاكمة المدينة ومن ثم فإن أفعالها "مأمورة من عند الله "
• فمن سوء حظ هذه الحاكمة أنها ولدت في بلاد الكفار، ولو كانت ولدت في بلاد "غير الكفار" (بلادنا الحبيبة) لكان لها شأن آخر
يقول الخبر الذي شغل وسائل الإعلام في السويد مؤخراً إن عمدة مدينة استكهولم (وهي سيدة معروفة في بلادها وعضوة في البرلمان ورئيسة حزب) أحدثت فضيحة مدوية اتهمت فيها بالفساد الإداري وتهم أخرى شنيعة. حدث كل هذا حين أقدمت هذه السيدة على ملء خزان وقود سيارتها الخاصة واستقطعت الثمن من دفتر البطاقات الحكومية. وهنا تزلزل العالم من حولها وسألها الجميع بأي حق تفعلين هذا؟
لماذا تصرفت في ملكية عامة لشأن خاص؟
لماذا خانت الأمانة وهي حاكمة المدينة؟
ونشطت الصحافة والتلفزيونات والجمعيات المهتمة بمكافحة الفساد، وتناولت الفضيحة الكبرى والأضرار التي أحدثتها على سمعة الوطن. وقد حاولت العمدة الدفاع عن نفسها أمام المحكمة بالقول: إنها اضطرت لذلك لأنها كانت مستعجلة ولم تكن تحمل في جيبها النقود الكافية. فرد عليها القاضي مؤنباً: هذا لا يبرر فعلتك الشنعاء إذ كان بإمكانك أن تركني سيارتك وتصعدين بالقطار العام . وقد انتهت التحقيقات القانونية واستطلاعات الرأي العام إلى إدانة شديدة لتصرف العمدة التي اضطرت بالطبع إلى الاستقالة من منصبها كعمدة للمدينة فضلاً عن طردها من البرلمان، فجلست في بيتها.
• فمن أجل ثمن بسيط وتصرف شخصي اضطراري لم يشفع لها أحد في بلاد "الكفّار"
• ولم يدافع عنها واحد من "شللها" العديدة ذات النفوذ السياسي
• ولم يبادر حزبها ويلفلف القضية وفق نظرية ( عفا الله عما سلف !)
• ولم يحاول انصارها المناطحة والمكابرة واتهام الآخرين بأن هذه مؤآمرة ضدها
• ولم يدعي أحد أن المتهمة حاكمة المدينة ومن ثم فإن أفعالها "مأمورة من عند الله "
• فمن سوء حظ هذه الحاكمة أنها ولدت في بلاد الكفار، ولو كانت ولدت في بلاد "غير الكفار" (بلادنا الحبيبة) لكان لها شأن آخر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق